من يفك طلاسيم المستقبل؟

 

شيخنا محمد سلطان

واقع البلاد اليوم شديد التعقيد ومستقبله ثقب أسود في دائرة حتمية التغيير، تغيير لا قوى تدفع به ولا ربان يقود سفينته، لكن في الوقت نفسه وقود التغيير يشتعل:

 أسعار ملتهبة.

بطالة منتشرة.

 هجرة في الاتجاهين،

 شباب يهرب من واقع اليأس والحرمان، وطوفان مهاجرين يريدون العبور إلى مواطن الرفاهية الغربية، وغرب يصر على استيطانهم في ديارنا بالقوة الناعمة، وإن تطلب الأمر الخشونة فلن يتورع.

وفساد أصبح عقيدة لدى الحكام، مَنْ حارَبَه  فقد خرج عن دائرة الاعتقاد وأصبح إلى الكفر بالواقع أقرب منه إلى البحث عن الإصلاح  وإن زج به في السجن فذاك منطوق العدالة في أرض الفساد.

ثنائية الصراع على الحكم تحولت من جناحي الديمقراطية (السلطة- المعارضة) إلى مركزي القوة في النظام ( الداخلية والديوان)  بعدما تحللت أحزاب المعارضة فأصابت العدوى حزب الإنصاف ليدخل في غيبوبة أو يمنح إجازة طويلة الأمد.

صعود نجم أحد رجال المال والأعمال ليثير صعوده واستحواذه على أهم الصفقات غيظ من سبقوه إلى النجومية في مجال حلب المشاريع العمومية ونفخ صفقات التراضي لتبدأ حرب المال والأعمال على أرضية مكافحة الفساد.

نخب تائهة بين من يتسكع على موائد السلطان عساه يظفر بذرات من فُتات من تعلموا آداب الأكل، ويعون جيدا حرمة العبث بالطعام، فتراه يلتقط ما شرد من ذرات مقابل قصيدة عصماء يمدح بها من لا يستحق بما لا يستحق، أو يزيف واقعا حفرت ملامحه في تجاعيد كادح عجز عن إسكات صرخات أمعاء أبنائه  من ألم الجوع. ومن لم يتسكع على موائد السلطان من النخب فقد انصهر في ذاته وابتلع أفكاره الإصلاحية، متأبطا أحلامه، منتظرا ظهور المسيح المنقذ؛ يرونه بعيدا ويراه هو قريبا، حاملا مكنسة، فالهزات الارتدادية لزلزال الجارة على الضفة الأخرى أصبحت تهز قلبه هزا، وتعصره خوفا من آثار تغيير حتمي لا يدرى مآلاته، هل سيقود إلى فوضى تنسف الكيان، أم إلى واقع أكثر رحمة من الجحيم المعيش.

فمن سيفك طلاسيم المستقبل؟