حركة 16 مارس المجيدة (5)

 

رسالة إلى أميرة*

في مثل هذا اليوم (26  مارس) سنة 1981 أقدمت السلطات الحاكمة بدم بارد على إعدام قادة انقلاب 16 مارس الأبطال الذين هبوا لإنقاذ الوطن من القهر والإذلال وهيمنة العدو.

 
يومها رثاهم إمام موريتانيا الإمام بدأه ولد البوصيري - رحمه الله- من فوق أعواد منبر المسجد الجامع حين زفر قبل الخطبة زفرة المصدور وأنشد

 

أيا شجر الخابور ما لك مورقا          كأنك لم تحزن على ابن طــــــــريف!

فتى لا يحب المال إلا من التقى           ولا الـــــــــزاد إلا من قنى وسيوف

فكان جزاؤه الاعتقال والمنفى رغم سنه ومكانته.
أما أنا فرثيتهم من معتقل جماعي أقيم لجميع أطياف موريتانيا الرافضة للذل والهوان شمال لكصر بهذه القطعة:

رسالة إلى أميرة

أأميرتي هان الــــــكلام
كيف السبيل لمقصدي؟
خطب ألم بشــــــــــعبنا
ذبح الحسينَ المسلــمو
والشمس أدمى قرصها
والفرد يصــــــــلي أمة
والليل يترى والنــــهارْ

أين التــمرد والـــــــفدا
أيــن المــــروءة والإبا
ذهـــب الرجال فلا رجا

أأمــــيرتي صــــبرا لما
ماذا يفــــيد هنا البــــكا
فــــي ذمـــــة الله الأُلى
ما مـــــات من أبقى ثنا

 

وهـــوى السلام. فلا سلام!
من أيـــــن بدئي والختام؟!
من هــــــوله صــعق الأنام
ن؛ ولم ينم بعـــــــدُ الإمام!
قرضا صراصير الظـــــلام!
سوء العذاب والانتــــــــقام
لم يَعْرُ سيرهما انفـــــصام!

والثأر.. أيـــن الانتــــــقام؟
أين الكــــرامة؟ يا كــــرام!
لَ.. ولم تقــــل شيئا حـذام!

قد شك قلــــبك من ســـهام
والحزن.. أو يجدي الهيام؟
سقطوا على الدرب عــظام
في جبــــهة الدنيا وســـام!

 

معتقل لكصر؛ مارس 1981

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* نشرت في ديوان أغاني الوطن ص 152.