توقيع "سفارة الأَرْز" في حفل بهيج (2)

 د. العمة بنت مولاي علي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

يحدث مرة أن تتقمص وطنا بكامله لتشكر باسمه وتعترف بالجميل لمن هم أهل لذلك.

حضورنا الكريم..

شكرا لتلبيتكم الدعوة لحضور هذا الحفل، حفل توقيع كتاب سفارة الأرز في إفريقيا الغربية لمؤلفه الأستاذ محمدٌ ولد إشدو، نسعد ونتشرف بحضوركم فردا فردا، مع حفظ الألقاب والصفات.

وأول ما نفتتح به أنشطة هذا الحفل آيات من الذكر الحكيم مع القارئ التجاني ولد أحمدو امبيريك:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.

صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم.

ليس واردا عند الحديث عن وطنك أن تكون موضوعيا أو حياديا أو مجردا من العاطفة؛ فلا لغة تسع الحديث عن الوطن إلا لغة من عاطفة وعرفان وامتنان.. تلك هي اللغة التي تليق بوطننا جميعا.. موريتانيا.

وحين تبحث في مرحلة بعينها من تاريخ الوطن، مرحلة النشأة والتأسيس، وتتحرى تفاصيلها وتجلياتها عبر البحث في إسهامات أبطال تلك المرحلة وتتتبع انتصاراتهم وطموحاتهم وإصرارهم على الوصول، تقف على حقيقة من آمنوا وترجموا إيمانهم عملا من أجل قيام كيان دولة على هذه الربوع، لتكتب عنهم؛ عمن غابوا عن مدونات التاريخ الوطني المتداولة عن أبطال مجهولين لم يحظوا - حتى الآن- بالاحتفاء اللازم؛ فأنت هنا تتقمص وطنك، تشكر باسمه، تعترف بالجميل، لأهل الجميل.

ذاكم - حضورنا الكريم- حال المؤلف الأستاذ محمدٌ ولد إشدو، وليس ذلك غريبا على من "شغلته عن الحقوق الحقوق" كما وصف نفسه شعرا في موقف سابق؛ والذى نحتفل معه اليوم بتوقيع إصداره الجديد سفارة الأرز في إفريقيا الغربية الذي يوثق فيه سفارات مهمة لرجالات من بلاد الشام، وعلى وجه الخصوص من أرض الأرز؛ نذكر منهم - على سبيل المثال- الشاعر والكاتب محمد يوسف مقلِّد والرئيس المدير العام لمؤسسات فخري السيد سعيد علي فخري، والأستاذ المحامي أحمد علي مخدر رحمهم الله؛ مستعرضا محطات ملحمة من العطاء قادها سفراء الأرز في أفريقيا الغربية في سبيل النهوض بالثقافة والأدب في موريتانيا، والتعريف بها، وخلق أسباب نشوء وارتقاء ورسوخ صرح الدولة فيها؛ متخذا من حدث توقيع هذا الكتاب اليوم تأبينا مستحا لفارسين من فرسان سفارة الأرز ترجلا أخيرا في هدوء وصمت، هما الرئيس المدير العام سعيد علي فخري والمحامي أحمد علي مخدر، تغمدهما الله بواسع رحمته، وجازاهما عن الوطن وأهله خير الجزاء.

سفير آخر من سفراء الأرز هو الشيخ فاضل مخدر، وهو شيخ وشاعر وكاتب، وأحد أبطال المقاومة. جاء إلى انواكشوط مشاركا في مؤتمر الشعر الأول بموريتانيا، وفيه أنشد قصائد تتغنى بموريتانيا وبالمقاومة.

كما أنه أشرف على طباعة ديوان "أغاني الوطن" من إنتاج المؤلف وأشرف أيضا على طباعة هذا الإصدار.

وبينما نحن نضع اللمسات الأخيرة على الخطة التنظيمية لهذا الحفل تلقينا نعيه ببالغ الحزن والأسى، تغمده الله تعالى بواسع رحمته، وألهمنا وذويه الصبر والسلوان، وجزاه عنا أحسن الجزاء.

ندعوكم - حضورنا الكريم- إلى قراءة سورة الفاتحة جمعا، ترحما على المؤبنين.

{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}.

صدق الله العظيم.