القصيدة التي بشرت قبل 20 سنة بهزيمة أمريكا في أفغانستان!

كتبت هذه القصيدة منذ عشرين سنة والأحادية القطبية في عنفوانها، أيام كانت الولايات المتحدة الأمريكية تتسيد الكون وتدمره وتبعث بأمنه واستقراره؛ ومع ذلك توقعت القصيدة حتمية هزيمتها واندحارها، وانتصار الشعوب المدافعة عن أراضيها وأعراضها وعن حقها في الحياة والحرية والاستقلال! وهو ما تجسد للعيان الآن بعد عقدين من الزمن في أبهى صوره وأجلى مظاهره، من خلال  الهزيمة الأمريكية المذلة أمام الشعب الأفغاني المجاهد بقيادة طالبان! لقد كاد العقل أن يكون وحيا!

فما بالكم إذن بحتمية انتصار القضايا العادلة الأخرى!

                                       محمدٌ ولد إشدو

ملائكة في قلب أمريكا

إلى العشرة آلاف أمريكي الذين تظاهروا اليوم ضد الحرب يرفعون شعار: peace سلام، شالوم.

جبار..

من دولار..

وفخار...

ينهار!

ديناصور..

هائج كالثور..

يطلب ثأرا..

في حُنَيْنْ..

واللاجئين..

في جبين،

لا يلين.

 

ثار..

شفط البحار..

أشعل الكون نارا

ودمار..

وغدر..

ليلة القدر.

.. نفخ في الصور..

ـ أين المفر؟

ـ لا وزر..!!

.. هطل المطر..

ضحك القمر..

تفتحت زهرتان..

من أقحوان..

زهرة في قلبه،

وأخرى.. في بدر..

كلاهما حبلى،

بـ لا.

من منكم يعرف لا؟

 

قال الفقهاء والنحاة:

ـ لا، حرف..

ممنوع من الصرف..

لا يجوز في حق أولي الأمر،

في الشريعة والعرف.

 

قال البداة:

ـ لا، علامة "تطرحها" بعض القبائل.

 

قال القضاة:

ـ لا، اعتراف صريح بنسبة الفعل للفاعل.

 

قال الطغاة:

ـ لا، زلازل.. قنابل.. معاول.

 

قال الرواة:

ـ لا،

زهرة بادت في أرض "البيظان"..

تفتحت في الرافدين..

ومصر..

والصين..

وبلاد اليونان..

والعرب والمسلمين..

زرعها صلاح الدين..

في حطين!.

وحزيران.

وجناها شعب فيتنام..

ولبنان..

وفلسطين..

والأفغان..

وأهل باكستان..

ودعاة السلم الأمريكان:

ملائكة الرحمن.

منها نشأ الكون..

وبها تطور الكون..

ونهض..

وينهض الإنسان!!.

الكوثر 21 /9/ 2001

(من ديوان "أغاني الوطن" ص 311 – 314)