على دروب الهجرة
لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنــــم وجهنم في العز أطيب مــــنزل.
كان العقيد محمد ولد اب ولد عبد القادر مفجر وملهم حركة مقاومة اختطاف وتركيع موريتانيا قد بادر بعد انقلاب 31 مايو واستيلاء بوليزاريو وحلفائها على السلطة في نواكشوط بتقديم استقالته من اللجنة العسكرية والحكومة ومغادرة الوطن المقهور، رافعا راية التمرد والمقاومة الوطنية؛ الفعل الذي شبهه الأمير والسفير بكار ولد أحمدو في رسالة مكتوبة بعث بها وبأحد أبنائه إلى العقيد الثائر بهجرة الجنرال ديغول إلى بريطانيا رافعا راية المقاومة باسم فرنسا الحرة لما استسلم المارشال بيتين للنازيين.
كتب الرئيس السينغالي الأسبق عبدو چوف ( Abdou Diouf) في مذكراته:
"عندما تمت إقالتي من منصب والي محافظة سين سالوم، وجدتني - لأول مرة- أمام حقيقة اللؤم عند البشر.. حينها اكتشفت أنه ما دام المرء يمثل السلطة، يتفانى الناس في إظهار الولاء له ويتزاحمون عند قدميه، وما إن يصبح خارج دائرة الشأن العام (أو يحسبونه كذلك) إذا ببعضهم يحرصون على الناي بأنفسهم عنه ويديرون له ظهورهم.. ذلك ما فعله أحد كبار المشايخ والقادة الدينيين في سين سالوم، الذي طلب مني وأنا ما أزال واليا، منحه ترخيصا لإقامة تعاونية في إحدى قرى الولاية، لكنني أبلغت بقرار إقالتي قبل توقيع تلك الوثيقة فارتأيت أن أصدرها له قبل تسليم المهمات لخلفي بشكل رسمي، وهو ما فعلته دون تأخير..
(إطارها التاريخي، نشأتها ومكوناتها، أحداثها البطولية الأليمة.. وحكايات أخرى)
3. في ذكرى حركة 16 مارس الوطنية المجيدة
... الآن وقد عبَرت بلادنا إلى بر الأمان، بفضل الله سبحانه وتعالى وشجاعة وسمو همم قادتها وأبنائها وحكمة شعبها، وحققت الاستقلال عن هيمنة الدول الكبرى والجوار، وأعادت بناء ورص الوحدة الوطنية، وحاربت الفساد وانتصرت على الكثير من عوامله وسلكت طريق النهضة والبناء، وسارت شوطا لا بأس به في ميدان إسعاد شعبها والعناية به... وها هي ذي تخطو خطوات واسعة - ومضمونة بإذن الله- على طريق التداول السلمي للسلطة وبناء وترسيخ دولة المؤسسات والقانون، فإن من المزري حقا أن نظل نتعامى ونهمل - وقد نهضنا من كبوتنا الأليمة القاسية- أبطالا رفضوا الهوان وضحوا بأرواحهم من أجل إنهاء الانهيار والذل والهوان فأشعلوا الضوء الأحمر ووضعوا معالم طريق الكرامة تلك المعالم التي لولاها لما كان 12 /12/ 1984 ولكنا ما نزال سبايا في أيد لا ترحم ولا تعلم ولا تفهم!
(إطارها التاريخي، نشأتها ومكوناتها، أحداثها البطولية الأليمة.. وحكايات أخرى)